saad alnaji مؤسس الموقع
الجنس : الأقامة : بغداد اسم الموقع : ملتقى عراق السلام رابط الموقع : http://iqalsalam.online-talk.net/ المهنة : العمل/الترفيه : مهندس اتصالات كيف تمكنت من الوصول للمنتدى : اخرى
الأوسمة : الهواية : المزاج : المساهمات : 1664 النشاط : 13631 الأعجاب : 34 الأنتساب : 21/05/2010 العمر : 58
| موضوع: المرأة في شعر ابراهيم الباوي الخميس 11 أغسطس 2011, 3:10 am | |
| المرأة في شعر إبراهيم الباوي
بقلم الناقد الادبي:- بسيم السعيدي لقد حظيت المرأة في عالمنا العربي باهتمام متميز من قبل أغلب المهتمين بشؤون الثقافة والأدب لما لها من دور بارز في حياة الانسان العربي0 فمنذ العصر الجاهلي ومرورا بالعصور الأدبية الأخرى كانت ولاتزال تحتل المرأة جانبا وركنا مهما في الحياة الاجتماعية عامة وحياة الانسان العربي خاصة 00 فكانت نفائس القصائد الأولى تبدأ بأبيات تعبر عن أروع ما قيل في الحب والوجد والهيام ثم تعقبها الموضوعات الأخرى والتي تعالج مقاصد متنوعة 000 لذلك أصبح البدء بالقصيدة العربية الأولى بأبيات من الغزل والنسيب تقليدا ً عاما ً وشائعا ً لدى شعراء تلك الفترة 00لكن حياة الانسان العربي لم تبق أسيرة ظروف الصحراء الصعبة وما انعكس عنها من مثل وقيم وأخلاق وموروث ضخم من الفصاحة والبداهة والارتجال ومن التقاليد والأعراف والتي تحلى بها الانسان العربي آنذاك بل تعدى ذلك حين انتقل الانسان العربي إلى أجواء المدن الكبرى والحياة المترفة والتي أثرت بالتأكيد على أخيلته وأغراضه وأهدافه الشعرية ومنها ما يخص المرأة أيضا ً00فحب وعشق المرأة تحول من حالة الحب العذري إلى الحب الحسي والوجداني 00 فذكرت المرأة على مر الأزمنة وعلى ألسنة الشعراء والكتاب والمفكرين بأجمل الأوصاف وأعذبها وما على المرء إلا أن يتصفح أوراق التأريخ ليجد من ثنائيات العشاق الكثير (جميل بثينة ، كثير عزة ، قيس و ليلى ، عنترة و عبلة ، ولادة وابن زيدون ، وعمرو بن ربيعة وغزلياته ) فستخبرك أشعارهم أرقى وأنبل وأرق الحالات الانسانية ولها ً وعشقا ً وهياما ً وهذا يسري على الكثير من الشعراء في العصور الوسيطة والعصر الحديث ممن لازمتهم المرأة حياتهم ووصفوها أجمل وأعذب الأوصاف كذلك الحال عند شاعرنا الكبير (إبراهيم الباوي ) والذي عرف بالورع والتقوى لكن شاعريته فرضت عليه مثل غيره من الشعراء أن ينظم الشعر في جل أغراضه0 فلا غرابة حين قالت الأعراب بأن الشعر مشتق من الشعور أي شعور الشاعر عندما يتأثر بما حوله ويعبر عنه بكلام موزون مقفى فيه الجمال و الإبداع والخيال والمواقف الإنسانية المتعددة0 إن القصيدة الغزلية عند الباوي تعبير عن ذاته حيث يصف فيها عواطفه وخفايا نفسه وآلامها ومسراتها وكل ما يمتلك في داخله من انفعالات 00فالقصيدة الغزلية إذن عنده انعكاس لوجدانه لذلك جاء معظمها يحمل فيضا ً غزيرا ً من الغنائية والتي هي بالأساس غنائية الإحساس والوجدان والشعور 00 إن الغنائية في شعر الباوي لا تعني أبداً قصائد كتبت لتلحن أو تغنى وإنما يتغنى فيها الشاعر بخواطره ومشاعره وعواطفه التي يكون الشعر لها مجالا لتصوير ذاته والتعبير عن إرادته وما يحيط به من مواقف إنسانية وليس ذلك فقط بل وينفذ من خلال تجربته الذاتية إلى مشكلات الحياة والكون فيثير فينا إحساسا مشتركا لذلك احتل الشعر الوجداني عنده مساحة واسعة وعالما كبيرا فقد اتسع للوطن والمجتمع و الإنسانية جمعاء 0 هذه أبيات من قصيدة (عواطف نقية) للشاعر وهي من ديوان (أغاريد تكتب بالأحداق) يقول فيها: حرام أن أرى الشغف ابتذالا إذا رمت التدني والوصالا سأبسط راحتى للحب وجدا وأحمل فيه أعباء ثقــــــالا ولي نفس شغوف لم أدعها تسوم القلب هجرا وارتحالا ولي في ذمة العشاق دين لهم أبدي التلهف والخيالا ثقي إني أراك ِ بكل غصن به أرجو السماحة والجمالا إن حب المرأة عند الشاعر هي عاطفة جياشة ونفحا عذبا وأحيانا تكون نغما حزينا فهو يتنقل بين مواطن القوة حينا والرقة والعذوبة حينا آخر ، فالقصيدة تعبير نقي وإبداع حقيقي فهي كالرسم والنحت والموسيقى ينم عن موهبة فطرية تتهيأ لإنسان دون آخر فلذلك نرى القصيدة الغزلية عند الباوي تلبي حاجة إنسانية فكرية وروحية فكانت صورة قد بلغت في الكثير من المواطن حداً للكمال سواء من حيث المبنى أم المعنى 0 على الرغم من أن قصائد الشاعر كانت ظرفية أو مرحلية بسبب ظروف معينة سياسية أو اجتماعية أو دينية فإنها تعتبر من الشعر الخالد لما فيها من شاعرية وفن 0 هذه أبيات للشاعر من قصيدة (هاك الجراح ) وهي من ديوان (لولاك يقتلني الأوام) يقول فيها : قلبي يدق وأعصابي تنازعني إلى خيالك ياللهول من نزفي هاك الجراح تعاني الكي من حرق وتعلن الوجد نيرانا ولم تخف ِ فيا سهادي وهذا الدمع من وله ٍ يزيد النار في جفني ألا يكفي؟ وجدت فيك عذابي غير منتهيا وضعت قلبي إلى لقياك في كفي لقد أكثر الشاعر من استخدام التشبيهات والمجازات ، فهو يرى في المرأة السعادة الدائمة والصخرة التي تتكسر عليها همومه ومعاناته لذلك استخدم أساليب بلاغية متعددة للتعبير عن هذه الفكرة0
من قصيدة للشاعر بعنوان (أرق ) يقول : شوقي اليك ايا مناي يميتني ويسومني في كل حين عذابا عيناي تغرق في الشؤون وجفنها اضحى يحاكي في الدموع سحابا فافر من وجعي اليك حبيبتي فاراك في ليلي البهيم سرابا حاولت ا ن اسلو خيالك ساعة وازيح عن قلبي الكئيب نقابا فوجدت انك تقطنين اضالعي بل تسكنين على الدوام اهابا نامي كما شاء العذاب بخافقي وتوطني وسط الفؤاد شعابا إن الشاعر المبدع الباوي يمتلك قاعدة واسعة من الرؤى والأخيلة الشعرية لذلك يعد فارسا من فرسان الشعر الوجداني في عراقنا الجديد ،فقد أرسى لقصائده صورا حديثة تتوافق مع روح العصر وموسيقى عذبة تتناسب مع الذوق الفني الرفيع لأبناء جيله0 فالمرأة عند شاعرنا هي المدخل لكل قضاياه البسيطة منها والمستعصية في الوطن والغربة والفروسية والجود والكرم والتضحية والوفاء ونكران الذات كذلك هي حبه الأبدي للحياة والمستقبل ولهذا سخر كل خلجاته وأشعاره وكل ما تجود به نفسه من بلاغة وحسن تعبير والكلام نحو ذلك المكنون الرائع 0فكان داعيا حين جعل المرأة بوابته للوصول إلى حالة التحديث في الشعر العربي عامة والشعر العراقي خاصة ، فالمرأة والحداثة عنده وجهان لعملة واحدة0فكانت مفرداته نقية وعفيفة تنم عن خلق وشمائل عربية اصيلة وكيف لا وهو منحدر من أسرة اجتماعية عرفت بالتقوى والإيمان الراسخ بنهج آل البيت ( عليهم السلام ) فكانت قصائده عن المرأة في غاية الرفعة والسمو فاستحق بذلك مكانة مرموقة في الشعر الغنائي و الوجداني العراقي الملتزم0 وهذه مقاطع من قصيدة (عشق الروح ) يقول فيها الشاعر : لا تتبعي الخطو أن الخطو في أثري فهل رشفت الضنى في وهدة السهر وجدت حبك اشعارا ملحنة كالطير يشدو على ميادة الشجر صغت التباريح من وجد ومن شجن للحب,للدمع,للآهات,للسحر ما كنت أحسب أن الآه مهلكة إن تعشق الروح لا جدوى من الحذر
وفي قصيدة أخرى يصور الشاعر نفسه في مكان و محبوبته في مكان آخر بعيدة عنه ولم يبق لهما في الأمل باللقاء إلا التمني و يرى أن يزوره طيف حبيبته في لحظات سهاده وغفوته فيرضى بذلك لقاءً بعد الفراق فيرى الحبيبة أحيانا في أعالي السماء وأنى له أن يرتقي إليها ويتمنى لو يشم ريح وصلها ولو كلفه ذلك حياته وفرقة أصحابه ورفاقه فيقول في قصيدة إبحار : أعاني من غرامك ما أعاني و في قلبي تباريح تصول ُ فآذيت الوسائد في هجوعي بسهد لا أنـــام و لا أقــيل ُ أناجي كوكب الجوزاء ليلا وفي الأحشاء نيران تجول ُ أغامر في التصبر في هواها وذلك في الهوى شيء قليلُ
يمكن القول أن الشاعر عانى كثيرا من مرارة الغربة لذلك كانت قصائده تبث الحنين والشجن لمن يحب ،لذلك كانت معظم قصائده صادقة وتمتاز بروعة الأسلوب وجمال الديباجة وسمو المعاني وابتعادها عن التزويق اللفظي والدقة في اختيار الكلمات والعبارات فكانت كالفيض الدافق لأنها تعبر عن إحساس صادق وشعور جياش لا حدود له 0 هذه أبيات من قصيدة للشاعر بعنوان (انتظار) يقول فيها : أطفئت في فرط البعاد شموعي وسحقت في هذا الجفاء ضلوعي لم أجد ذنبا في هواك لتبعدي هلا تهيجك في الصدود دموعي سأظل انتظر الإياب لنلتقي ما كنت يوما في الهوى بجزوع ِ هكذا تكون القصائد مليئة بالعواطف حيث تكون إنسانية في أبعادها ، فالأدب والشعر يجسد بحق تلك العواطف الإنسانية حيث يجمعها ويجعلها واحدا فتتشابه قصائد الرثاء وتتشابه قصائد الحب لأن عاطفة الحزن واحدة وعاطفة الحب واحدة ، والعاطفة الإنسانية واحدة وهي باقية كما هي لكن الإحساس بها وتمثلها يختلف من شخص لآخر وهذا ما يجعل قصائد شاعرنا تمتاز بالقوة والاستمرارية في العنفوان والجودة والعلو ، لذلك كان خير وسيلة لتجسيد العواطف وإثارة الانفعالات عند شاعرنا هو الصورة ، والصورة عنده من عمل الخيال لأن للخيال القدرة على تصوير المعاني والمشاعر على نحو يثير في نفس القارئ إحساسا قويا بها والفكرة من دون الخيال تبدو فاقدة الإحساس0 هذه أبيات من قصيدة للشاعر بعنوان (همسة شمس): لا تسمعي عند الدنو وجيبي فالخفق يفصح عن ضرام لهيبي وترنمي كالعندليب بروضة لما تنادي في الصباح حبيبي والشمس تبزغ للربا في ضحكة لتعود تهمس للمسا بمغيبي اني سموت على الشباب برقتي لا تهزئي عند اللقا بمشيبي جرحي لجرحك يشتكي من طعنة لما تزل تشكو الأسى لطبيب فلئن أذابك لاعج في حرقة قد كان قبلك يا مناي مذيبي إني عشقتك دمعة في محجري وازداد من حزني عليك نحيبي
| |
|
وصال ادارة المنتدى
الجنس : الأقامة : بغداد اسم الموقع : ملتقى شباب بغداد المهنة : العمل/الترفيه : مبرمج منظومات اتصال كيف تمكنت من الوصول للمنتدى : صديق
الأوسمة : الهواية : المزاج : المساهمات : 345 النشاط : 2806 الأعجاب : 18 الأنتساب : 05/08/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: المرأة في شعر ابراهيم الباوي الخميس 11 أغسطس 2011, 4:55 pm | |
| احسنت اخي عاشق السلام الشاعر ابراهيم الباوي اسطورة يعجز القلم ان يكتب عنها واهتمامه بالمراة دليل على انفتاحه الادبي وعدم اقتصاره على نمط معين من القصائد هو شاعر مرهف وله قصائد عن المراة رائعة وجميلة قرات الكثير منها ولازلت ابحث عن الجديد من شعره | |
|
saad alnaji مؤسس الموقع
الجنس : الأقامة : بغداد اسم الموقع : ملتقى عراق السلام رابط الموقع : http://iqalsalam.online-talk.net/ المهنة : العمل/الترفيه : مهندس اتصالات كيف تمكنت من الوصول للمنتدى : اخرى
الأوسمة : الهواية : المزاج : المساهمات : 1664 النشاط : 13631 الأعجاب : 34 الأنتساب : 21/05/2010 العمر : 58
| موضوع: رد: المرأة في شعر ابراهيم الباوي الأحد 14 أغسطس 2011, 4:56 am | |
| شكرا ست وصال على مرورك الكريم بالموضوع تقبلي خالص تحياتي مع الاعتزاز والتقدير | |
|
سحر سامي الجنابي المدير العام (شمعة المنتدى)
الجنس : اسم الموقع : ملتقى عراق السلام رابط الموقع : http://iqalsalam.online-talk.net/f35-montada المهنة : العمل/الترفيه : مدرسة الأوسمة : الهواية : المساهمات : 423 النشاط : 6924 الأعجاب : 318 الأنتساب : 19/01/2011
| موضوع: رد: المرأة في شعر ابراهيم الباوي الأحد 14 أغسطس 2011, 6:31 am | |
| ااروع هذا الموضوع ياعاشق السلام ..سلمت يمينك على الاختيار
مااجمل قصائد الباوي ...كلها احاسيس جياشة وابداع متميز وكل هذا الابداع هو من صنع الألم الذي عاناه هذا الشاعر
كما قال المتنبي :- لولا احتراق النار فيما جاورت ---ماكان يعرف طيب عرف العود | |
|
saad alnaji مؤسس الموقع
الجنس : الأقامة : بغداد اسم الموقع : ملتقى عراق السلام رابط الموقع : http://iqalsalam.online-talk.net/ المهنة : العمل/الترفيه : مهندس اتصالات كيف تمكنت من الوصول للمنتدى : اخرى
الأوسمة : الهواية : المزاج : المساهمات : 1664 النشاط : 13631 الأعجاب : 34 الأنتساب : 21/05/2010 العمر : 58
| موضوع: رد: المرأة في شعر ابراهيم الباوي الأحد 14 أغسطس 2011, 8:01 am | |
| شكرا ست رقة الندى على المرور العطر انا جدا سعيد بتواجدك في مواضيعي وكلامك الرائع الاستاذ ابراهيم الباوي يستحق الاهتمام لانه من الشعراء الكبار
وهذا اقل مجهود نبذله لخدمة شيخنا الاستاذ الباوي مقابل ماعاناه من سنين الغربة والالم والحرمان حفظ الله شيخنا الباوي وادامه لنا كنزا من كنوز الشعر والادب العراقي الاصيل | |
|