تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) الارهابي او مايعرف اختصارا بـ”داعش” هو احد اخطر التنظيمات الارهابية التي تعمل في العراق، ان لم يكن اخطرها، وعلى الرغم من ذلك فان المعلومات المعروفة عن التنظيم الارهابي قليلة وغير موثوقة، وهنا نورد معلومات تمكنا من جمعها حول التنظيم الارهابي المجرم
البغدادي حاكم مطلق للتنظيم
عند الحديث عن الهيكل التنظيمي لتنظيم (داعش) الارهابي، لا بد من التطرق لأمير التنظيم الارهابي إبراهيم عواد إبراهيم البدري السامرائي، المعروف باسم “أبو بكر البغدادي”، وسلطته الدينية التي تتيح له التحكم المباشر وغير المباشر بالتنظيم مباشر، وهو ليس رئيس تنظيم حزب سياسي أو اجتماعي، إنما هو “ولي أمر” تنظيم مسلح يتجاوز عدد أفراده الـ18ألف ارهابي و”قائدهم” إلى “دولة الخلافة والحكم بالإسلام”.
ويعد الارهابي البغدادي “المتحكم” في مفاصل الهيكل التنظيمي كافة لـ(داعش)، وصاحب “الأمر والنهي” في القرارات، وقد أسس التنظيم على يد الارهابي المقبور أبو مصعب الزرقاوي، الذي لم يهتم بعناوين الوظيفية داخل الهيكل التنظيمي، لكن الارهابي أبو عمر البغدادي، أفرط في توصيف أدق المناصب الوظيفية لتنظيم (داعش) الارهابي، وحدد المهام والواجبات لكل وظيفة، وطرق التنسيق والتواصل بين مفاصل التنظيم.
وقد سعى الارهابي أبو بكر البغدادي، الذي أصبح رئيساً للتنظيم بعد مقتل سلفه الارهابي المقبور “أبو عمر البغدادي” في (الـ19 من نيسان 2010)، إلى تجميد دور المهاجرين العرب في المناصب القيادية داخل التنظيم، وأحال معظمهم إلى وظائف ساندة كالشورى والإعلام والتجنيد وجمع التبرعات، واستحوذ على صلاحيات إعلان الغزوات، وتأسيس المجلس العسكري وألغى منصب وزير الحرب، وعزل عدد من المسؤولين في ولاية بغداد وديالى، واستعانة بضباط الجيش السابق لاسيما من صنوف الأمن والاستخبارات.
مفاصل التنظيم
ومن أهم المفاصل التنظيمية لتنظيم (داعش) الارهابي التي يمسك بزمامها البغدادي مباشرة، أمن واستخبارات الولايات ومتابعة التنظيم، مجلس الشورى، المجلس العسكري، الإعلام (مركز الفجر للإعلام، ومؤسسة الفرقان للإعلام)، الهيئات الشرعية، بريد الولايات وبيت المال.
ويتم تعيين قيادات وأمراء تلك المفاصل من قبل البغدادي مباشرة في العراق وسورية، كما يمكن للبغدادي إصدار أوامره للمجلس العسكري أو ينقض أي قرار لا يتوافق مع توجهه.
وتلك المجالس والمفاصل، غير مرتبطة ببعضها البعض، لكنها تتنافس في تنفيذ العمليات القتالية ونوعيتها.
المجلس العسكري
ويعد المجلس العسكري، هو المفصل الأهم في تنظيم (داعش)،الارهابي الذي يرأسه الآن الارهابي “وليد جاسم محمد”، المعروف بلقب “أبو أحمد العلواني”، ومعه ثلاثة من ضباط الجيش الصدامي المقبور كلهم دخلوا للتنظيم بعد سنة 2006، ومنهم من تم تجنيده للتنظيم خلال سجنه في معتقل بوكا.
يذكر أن معسكر بوكا، يقع بالقرب من مركز ناحية أم قصر،(75 كم جنوب غرب البصرة)، وكانت القوات البريطانية أنشأته سنة 2003 وأطلقت عليه اسم “فرايدي”، ثم سلمته في السنة نفسها إلى القوات الأميركية التي أطلقت عليه اسم بوكا تكريماً لرجل إطفاء أميركي من أصل إسباني يدعى رونالد بوكا كان يعمل في مدينة نيويورك وقتل أثناء إخماد الحرائق التي اندلعت من جراء الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في الحادي عشر من أيلول سنة 2001، ثم قامت تلك القوات في العام نفسه بإنشاء معتقل ضمن المعسكر، حيث كانت تحتجز آلاف الارهابيين، قبل أن يغلق في الـ16 من أيلول سنة 2009، ويسلم معتقليه للسلطات العراقية.
ويتم اختيار رئيس المجلس العسكري، من البغدادي بصورة مباشرة، لكنه يطلب قبل ذلك الاستشارة من مجلس الشورى بشأنه، إذ لا يدخل المجلس العسكري إلا من يتم اختياره من قبل البغدادي وتزكية مجلس الشورى له.
ويتكون المجلس العسكري من رئيس وثلاثة أعضاء، مهمتهم التخطيط وإدارة الأمراء العسكريين في ولايات التنظيم، ومتابعة نتائج غزوات البغدادي في الولايات.
الهيئات الشرعية
تعد الهيئات الشرعية، من المفاصل المهمة في تنظيم (داعش) الارهابي ، ويرأسها الارهابي “أبو محمد العاني”، إذ تقوم بالدور “الأبرز” في إثارة “الحماسة والعاطفة القتالية” وصياغة خطابات البغدادي والبيانات والتعليق على الأفلام والأناشيد المواد الإعلامية الخاصة بالتنظيم، وغالبا ما يكون أعضاء الهيئات الشرعية من المهاجرين العرب لاسيما السعوديين.
وتنقسم الهيئات الشرعية إلى قسمين رئيسين، إحداهما للقضاء والفصل بين الخصومات والنزاعات المشتركة وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثاني للإرشاد والتجنيد والدعوة ومتابعة الإعلام.
مجلس الشورى
ويرأس هذا المجلس الارهابي “أبو أركان العامري”، ومن واجباته تقديم التزكية بين يدي البغدادي لولاة الولايات وأفراد المجلس العسكري، وأفراد مجلس الشورى، يتراوح عدده بين (9-11) عضواً وهم من القيادات الشرعية التاريخية في التنظيم، ويتم اختيارهم من قبل البغدادي، ويستطيع هذا المجلس من الناحية النظرية، عزل أمير التنظيم إذا كان لا يقوم بمهامه على الوجه المطلوب، برغم استبعاد إمكانية حدوث ذلك على أرض الواقع.
مجلس الأمن والاستخبارات
ويرأس هذا المجلس الارهابي “أبو علي الانباري”، وهو ضابط استخبارات في الجيش الصدامي المقبور ، ويتولى مسؤولية تأمين أماكن إقامة البغدادي ومواعيده وتنقلاته، ومتابعة القرارات التي يقرها البغدادي ومدى جدية الولاة في تنفيذها.
ويتكون هذا المجلس من ثلاثة أفراد من ضباط الاستخبارات النظام الصدامي المقبور يقوم البغدادي بتعيينهم، وكذلك الأمير الامني في كل ولاية ومن معه.
ويشرف المجلس أيضاً على تنفيذ أحكام القضاء وإقامة الحدود، وعلى صيانة التنظيم من الاختراق، ولديه مفارز في كل ولاية تقوم بنقل البريد وتنسيق التواصل بين مفاصل التنظيم في جميع قواطع الولاية، كما أن لديه مفارز خاصة للاغتيالات السياسية النوعية والخطف وجمع الأموال.
الإعلام
يسيطر البغدادي وممثليه في الولايات، على المؤسسة الإعلامية الخاصة بالتنظيم، ويرأسها الارهابي “أبو الأثير عمرو العبسي السعودي”، وتدير هذه المؤسسة جيش من الكتاب والمتابعين للإعلام الالكتروني غالبهم من الخلايا النائمة وبعضهم من أنصار تنظيم (داعش) الارهابي، كما أن هناك عشرات المنتديات والمواقع الإعلامية التي تقدم النصرة الإعلامية للتنظيم الارهابي، وهم غالبا من الخليج العربي وشمال أفريقيا.
صراع وتنافس
وتعد مجالس الأمن والاستخبارات، العسكري والهيئات الشرعية، الأقوى من بين مجالس تنظيم (داعش) الارهابي ، وترتبط ببعضها البعض، وكلها مرتبطة بالبغدادي شخصياً.
وكل من في هذه المجالس الثلاثة يحسب على البغدادي ومن العراقيين خاصة، لكن يمكن تقسيم من هم داخل هذه المجالس إلى ثلاثة أصناف رئيسة، هي الطامع بالإمارة لنفسه وهم أشبه الارهابيين بابي محمد الجولاني وهؤلاء في غالب الظن هم من يقتل البغدادي، والثاني هم من يتحكم بالبغدادي، وهم الأمن والعسكر من النظام الصدامي المقبور وهؤلاء اكثر الارهابيين إخلاصا للبغدادي وأكثر المنتفعين منه، والثالث هو المتحير والمعترض لكن بصمت ينتظر اول فرصة كي يعلن انشقاقه لكن من غير قتال.
ويمكن القول إن التنافس بين ولاة الولايات في (داعش) الارهابي يؤثر بنحو مباشر على رسم منهج التنظيم في التمدد الجغرافي والتوسع البشري.
وتعد معظم المناصب التنظيمية في (داعش) الارهابي ضعيفة جداً بسبب تسلط العسكر والأمن واستحواذهم على قرارات البغدادي، فضلاً عن شخصية البغدادية التي تميل للسيطرة على كل شيء، لذلك فإن العلاقات الشخصية هي السبب الرئيس في اختيار القيادة لأي منصب.
ويتهم البغدادي بأنه غالباً ما يتجاهل “القيادات التاريخية في التنظيم”، عند رسم الهيكلية، أو يلتف عليها، ويفضل يعتمد على الشبكات الشخصية وعلاقات القرابة أو تلك التي إنشائها في الأنبار أيام ابي عمر البغدادي.
بحبوحة مادية
وقد تمتع تنظيم (داعش) الارهابي بدخل مالي كبير، بعد أحداث سورية والأنبار، وذلك من مصادر آبار النفط في شرق سورية، ومن الصدقات والتبرعات الخليجية والأوروبية، وأصبح البغدادي لا يعتمد على دعم تنظيم القاعدة الارهابي بقيادة أيمن الظواهري بشكل كبير، الأمر الذي شجعه مؤخراً على التمرد على الظواهري والخروج عليه.
القادة الـ18 الأبرز بالتنظيم
تشير المعلومات المتوافرة إلى أن أبرز قادة تنظيم (داعش) الارهابي هم كلاً من أمير التنظيم الارهابي إبراهيم عواد إبراهيم البدري السامرائي، المعروف بأبي دعاء، أبي عواد، أو أبو بكر البغدادي، ويتنقل بين الرقة السورية وولاية الحدود بين العراق وسوريا في قرى العكيدات.
وثاني قادة (داعش) أهمية هو نائب أمير الدولة الإسلامية، منسق شؤون ولايات إمارة العراق في تنظيم، الارهابي “فاضل أحمد عبد الله الحيالي”، المعروف باسم “أبو معتز”، أو “أبو مسلم التركماني العفري”، الذي يتواجد في ولاية نينوى، وهو من يشرف على معارك الموصل التي انطلقت ليلة العاشر من حزيران 2014 الجاري.
والارهابي الثالث في التنظيم، هو رئيس المجلس العسكري العام لإمارة العراق، الارهابي “عدنان إسماعيل نجم البيلاوي”، المعروف باسم “أبو عبد الرحمن”، أو “أبو أسامة”، وهو نقيب في الجيش الصدامي المقبور قتل ليلة (الخامس من حزيران الجاري)، في الموصل، في حي المزرعة، وأدى مقتله لإطلاق (داعش) الارهابي غزوة تحمل اسم (ثأر للبيلاوي).
ورابع قادة (داعش) أهمية، هو والي الأنبار، وعضو المجلس العسكري للتنظيم، الارهابي “عدنان لطيف حميد السويداوي”، المعروف باسم “أبو مهند السويداوي”، أو “أبو عبد السلام”، وهو مقدم في الجيش الصدامي المقبور
وخامس المهمين في (داعش)/ هو والي ولاية الجنوب والفرات الأوسط، الارهابي “أحمد محسن خلف الجحيشي”، المعروف باسم “أبو فاطمة”،
وسادسهم هو مسؤول المالية العام في إمارة العراق، الارهابي “موفق مصطفى محمد الكرموش”، المكتى “أبو صلاح”،
وسابعهم المنسق العام لبريد الولايات، الارهابي “محمد حميد الدليمي”، المكنى “أبو هاجر العسافي”، الذي يتنقل بين محافظات العراق.
وثامن قادة (داعش) أهمية هو المنسق العام لشؤون الكفالات ومتابعة شؤون الأرامل وعوائل الشهداء والأسرى، الارهابي “عوف عبد الرحمن العفري”، المكنى “أبو سجى”،
وتاسعهم منسق البريد الخاص، ومسؤول المخازن، الارهابي “فارس رياض النعيمي”، المكنى “أبو شيماء”،
وعاشرهم مسؤول العبوات والتفخيخ، الارهابي “خيري عبد محمود الطائي”، المكنى “أبو كفاح”، يليه مسؤول الإدارة العام الارهابي، “شوكت حازم كلاش الفرحات”، المعروف باسم “أبو عبد القادر”، ومن ثم مسؤول المضافات الخاصة بالمهاجرين العرب، وناقل الانتحاريين، الارهابي “عبد الله أحمد المشهداني”، المكنى “أبو قاسم”.
ويحتل التسلسل 13 في قائمة أهم قادة (داعش) المسؤول عن متابعة الأسرى في السجون، الارهابي “بشار إسماعيل الحمداني”، المكنى “أبو محمد”،
يليه المسؤول الأمني العام، الارهابي “عبد الواحد خضير أحمد”، المكنى “أبو لؤي”، أو “أبو علي”،
يعقبه والي ولاية كركوك، الارهابي “نعمة عبد نايف الجبوري”، المعروف باسم “أبو فاطمة”.
وفي التسلسل السادس عشر لقائمة قادة (داعش)،الارهابي يأتي والي ولاية الحدود، الارهابي “رضوان طالب حسين إسماعيل الحمدوني”، المكنى “أبو جرناس”،
يعقبه والي ولاية صلاح الدين، “الارهابي وسام عبد زيد الزبيدي”، المعروف باسم “أبو نبيل”،
وفي التسلسل الثامن عشر، يأتي والي ولاية بغداد، الارهابي “أحمد عبد القادر الجزاع”، المعروف باسم “أبو ميسرة”، أو “أبو عبد الحميد”.