وداعا ايها الدكتاتور

وداعا أيها الدكتاتور

قصيدة اعجبتني فارتئيت ان انقلها لكم كاتبها ياسين حداد من مصر

ارجو ان تنال اعجابكم





لقد ولى زمنك

فإجمع حقائبك

وخد مصروف جيبك

وإختبئ في أي كهف مهجور

----------

لقد ولى زمنك

والكل خرج مبتهجا

راقصا ومسرور

أرأيتم يا أصدقائي

أرأيتم يا أهلي وأحبائي

ماذا يفعل العربي

حين يصرخ في وجه الظلم ويثور

كل صعب في تفكيره سيسهل

وكل محال في خياله

سيمسكه بين كفيه

و سيرمي جلاده الى أقرب بئر

كأي كلب مسعور

-----------

كم حاولت أن أقنع نفسي

مرارا وتكرارا

و أن أكون كأي مواطن مقهور

أن أدعي أن فكرة التغير في وطني

شيىء محال

وأن كل طالب للحرية

سيتهمه الدكتاتور بالعمالة

وسيقول لأتباعه

أرجمو هذا الشيطان

ارجمو المسحور

أما الآن

فإن الدب العربي قد أفاق من سباته

وبدأ يلمس بقدميه

كل ما كان بالأمس محظور

جليد القمع ذاب يا أخوتي

وقد عرى كل ما بداخل القبور

وكشف عورة المستور

--------------

لقد هرب الدكتاتور

والنسر العربي

عاد ريشه للنمو من جديد

عاد ليحلق في سماء الحرية

مع باقي النسور

--------------

منذ نصف قرن واكثر

والشعب العربي

على المعانات صبور

منذ نصف قرن وأكثر

والمواطن العربي

و يحتسب ظلم حاكمه

للإلاه الواحد العدل الشكور

أما الآن

كأي عربي أنا سعيد

فمن هذه اللحظة

كل أيامي ستكون أيام عيد

وكيف لا تكون يا أغلى وطن

وكيف لا تكون وعروبتي صرخت أخيرا

وقالت أنا هنا من بين الحضور

لقد ولى زمن الخوف

ولى زمن الرعب

والدكتاتور سقط مغشيا عليه

عندما أطل من شباك قصره

ووجد الناس تطالب برأسه

وعددها يفوق ذرات مياه البحور

-------------

يا أحبتي

لقد حان زمن تسرورير الأصنام

وإقتلاع صور الدكتاتور

من على ظهورنا من على شوارعنا

لقد حان زمن الثورة

وولى بغير رجعة زمن المشي بجانب السور

هذا الدكتاتور الذي كان يرعبكم

هذا الديك الحبشي

الذي كان ينفخ صدره عليكم

وكان يأمر وينهى

وعلى هواه يسير الأمور

أنظروا إليه الآن

لقد اصبح مجرد قطعة قماش برأس ثور

مزقوا قطعة القماش

أحرقوا رأس الثور

فدعوة المظلوم مستجابة

والله قد أرانا يوما في هذا الدكتاتور

بعد أن كان بتسلطه مغرور

أنظرو إليه الآن

هذا الذي كان يرى نفسه إلاها إغريقيا

هذا اذي كان يرى نفسه شهريار عصره

من حوله مأت من الجواري

وعطور المسك والبخور

لقد أصبح الأن بإرادة شعبه

قردا تعيسا ذيله مبثور

-----------

أيا وطنا

إقتص الدكتاتور جناحك

وحاول كرها تقزيمك

وتحويلك من عربي بتاريخه فخور

إلى أحقر عصفور

أيا وطنا

حاول الغريب تدجينك

وتحويلك من أسد

على هيبته غيور

إلى ديك رومي

كل يوم من سكين الذبح مذعور

---------------

يا سيدي الدكتاتور

أنا أعلم أن كلامي قاسي

لكنني كغيري من العرب

معذور... معذور

سنوات القمع

والسرقة

والمتاجرة بإنسانيتنا

لم تكن لتمر علينا هكذا ببساطة

لم تكن لتمر على ضمير ووجدان

كل عربي جسور

لقد حان موعد الحساب

ومن الأن سنقرأ

كل الكلام الذي كتبته لنا

طوال سنوات

بين السطور

--------------



غادر أيها الدكتاتور

ولا تفكر بالعودة من جديد

فوالله لن تنال منا غير التقبيح واللوم

فعصرك أيها المخلوع

قد كان أقبح العصور

أقبح العصور

بوركتي ياشمس الحرية على هذه القصيدة التي تحكي مصير الدكتاتورية

المحتوم والتي تبين لنا حقيقة مفادها ان التاريخ لايرحم الجلادين

الذين تربعوا على عروش شيدوها من جماجم الشهداء وان عروشهم هشة ومعرضة

للانهيار امام ارادة الشعب وعنفوانه ومطالبته بحقوقه المشروعه

وبمجرد ان ترجع الروح الى تلك الجماجم الخالدة التي سطرت اروع ملاحم البطولة والامجاد

يغرق الجلاد في بحر من الدماء الزكية وماكاد ان يتنفس ولن يستطيع التنفس الى الابد