إمارة الحق


هو يوم ٌ ليس َ ككل ِّ الأيـّام . بل هو صباح ٌ ليس ككل ِّ صباح .إنــَّه ُ ميلاد ُ فرحة ٍ تتميــَّز عن كلِّ الأفراح . فاليوم هو عيد الحياة . بل اليوم هو عرسُ الأرض . التي طال إنتظارها لفتى أحلامها الحق والذي له ُ إسم جميلٌٌ آخر هو العدل . وهاهي السماء تعد ُّ عدتـــــها لإفحام جارتها الأرض في هكذا يوم ٍ عظيم ٍ. فأيقدتْ شموع التهنئة ليهبط بها الولدان المخلدون من أعلى عليين . فأضاءتْ الهضاب وكهوف الغابات وغيران الجبال وحتى أعماق البحار تنفست من نور بهجة هذا اليوم الخالد . ثم صعد الولدان المخلدون الى السماء لترسلهم مرة ً أخرى الى الأرض وهذه المرة يحملون قيثاراتهم الذهبـــــــــية ويضربون على أوتارها فينساب ُ لحنٌ عجيب لم يسمع أحد ٌ بمثله ِ من قبل فيملأ الدنيا سعادة ً وصفاء. وقد خشعتْ له ُ القلوب التي كانــــت بحبِّ علي ٍّ تذوب . ثم نثرتْ الحور العين من فوق سبع سماوات الفل والياسمين على جميع الحاضرين . فتلقتها الأطيار بزغاريد التهاني وحلقت ْ مع بشائر الأحرار .
فوضعت إكليل الغار على رأس العدل ثم وضعتْ على رأس العروس تاج العزّ والكرامة . فرقصتْ الأشجار وصفــّقت ْ أفنانها فنثرتْ الحلوى والمنَّ والسلوى . فهرع الناس يهللون ويبايعون تحت الشجرة التي أصلها ثابت ٌ وفرعها في السماء ينصرون الحق المبين
ولايخافون َ لومة لائم ٍ . لومة الباطل المنافس الغير شريف الذي ثارتْ ثائرته لاسيــّما إنَّ الأرض قد فضــَّلتْ الحقَّ عليه ِ.في يوم ٍ موعود .يوم الثامنة عشر من ذي الحجة .
فهاهي شجرة ُ محمد ِّ تؤتي أكلها فيه ِ. وهاهو الإسلام يجني مازرعه ُ رسول الله في الناس من بذور الإيمان . فآنَ أوان الإمتحان لما فات من دروس الثبات ِ على اليقين . فهنيئا ً للمسلمين الذين نجحوا في الإختبار . وهنيئا لمن إختار طريق الأحرار.