القذافي من اين والى اين

القذافي من أين و إلى أين؟؟
بدأ القذافي رحلة الظهور إلى العلن سنة 69 من القرن الماضي بإنغلابه على النظام الملكي في ليبيا آنذاك و قد وجد المؤازرة و التعاطف من الأنظمة القومية التحررية و على رأسها المصري الناصري و أعتبر كرقعة تضاف للمد الثوري و رصيد جديد و دعم للمقاومة العربية في و جه الصهيونية و الاستعمار الجديد و التخلص من ارث القديم و مخلفاته.



و قد كانت ثورة ضباط ليبيا الأحرار تحمل الكثير من معاني التحرر و الانعتاق..فيما بدأ و كأنه استنساخ لثورة يوليو المصرية 1952 و مضامينها العربية القومية.

شكل القذافي ظاهرة فريدة بكل المقاييس في التاريخ و الجغرافيا ...فقد فسر الآيات و عرّب اليونانية القديمة و ولد اللاتينية عربية..

كان القذافي ثائراً على كل شيء حتى على نفسه!!!

ثار القذافي على كل البدهيات و المسلمات و لم يقبل بأي مفهوم و لا نظرية و ما رضي ابداً بتجارب الأخرين و ما رضي عنها.

تمرد القذافي على الماضي..و لم يرضى أبداً عن التاريخ بعهوده المختلفة و حاكمه في مواضع متعدده و أعتبر الخلافة العثمانية سبب تخلف العرب...

أسس القذافي لنظرية تجمع و تخالف كل النظريات... أراد القذافي ليبيا أكبر من الكرة الأرضية و أقوي من حلفي الناتو و وارسو فضاقت عليه ليبيا العظمى و تخلى عن مشاريع القوة فيها..

روج القذافي كثيراً لسلطة الشعب فكان هو الشعب و هو السلطة..

جمهر القذافي الجمهورية إلى الجماهيرية فتفرد فيها حتى ملك الممالك و فاق الأعيان و ساد الشعوب..

حكم القذافي القرآن كشريعة للمجتمع و لم يقبل بأحكامه...

زار القذافي افريقيا كعربياً مسلماً و أخص نفسه بالإمامة قاصداً بذلك سبق العرب إلى الإسلام..

ناصر القذافي كل حركات التحرر في العالم و أحتضنها..لكنه أرادها بردائه و أفكاره..

أراد القذافي أن يكون إشتراكياً و شعبياً ثائراً و أعلن شعاراته شركاء لا أجراء و البيت لساكنه...، و لكن لم تسعه الإشتراكية و لا كفته الشعبية..

أصاب القذافي التعليم و التربية في الصميم و أهلك مناهجه و لم يترك له ساكناً و لا متحرك إلا و زلزله أو ألقاه من مكانه و من مكأنته و جعل محتواه في آلاشيء و آلا معنى..

جعل القذافي ليبيا أرجوحة تتأرجح في كل إتجاه على هواه فما كان فيها ثابت و لا مستمر و ما استقرت على موقف و لا واقف.



القذافي بكل التهليل الذي عاشه لعقود كانت له حسنات لاشك فيها و النيات فيها الله أعلم بها.

فقد أنشىء النهر الصناعي المعروف بأنه واحد من المشاريع المعروفة بضخامتها – بغض النظر- عما لحقه من إنتقادات من خبراء البيئة، كما بنى أحد أكبر مركابات الحديد و الصلب في إفريقيا، هذا بالإضافة إلى العديد من المشاريع و الإنجازات في العديد من المجالات.

أصبح القذافي في خبر كان و مضت أساطيره في هذا الزمان فهل عاد للناس رشدهم بعد طول إنبهار؟؟ اليوم تبرأ العالم كله من القذافي و أعماله و لم يعد له في الأرض مكان و هكذا تطوي صفحات تونس بن علي و مصر مبارك و ليبيا القذافي ...، و عمت دنيا العرب الأفراح...
______________________________
منقول للفائدة من عرب تايمز
المقال للكاتب لعبيد القاسم