حبيبتي عشتار

غادةٌ دانماركية ذكرتني بعشتار
نديف ثلجٍ منثور ٍبين ثنايا الدجى
وغيوم تمشي الهوينا حتى تكاد تنطوي
ثمّ تعود
وبين الغيوم قمرٌ شقَّ السماء بنوره فتجلّى
وأرغم ظلال الغيوم فأطلاّ
وفتّقَ بخيوطه نسيج الدحى
لترقّ وتتدلى
وتجلّتْ خيوط القمر الفضية
أوشحة شفافة ندية
موشاة بحبات ثلج لؤلؤية
ودنتْ لتشبك خصلات شعرٍ
فاضتْ منه شعاعات ذهبية
فصارت تاجاً لغادة دنماركية
لتصير ربة للحسن كديانا الإغريقية
تلك الغادة ذكرتني بعشتار العراقية
وبين الجى طيفها تراءى لي
بهيةً شامخة بثغرها البسيم وطرفها الكحيل
وجيدها الأسمر الصقيل
وأريج القداح والياسمين
يعبق من عقودٍ تحلّتْ بها
ومنها لبست تاجاً لها
لفحت خاطري هموم ألهبت بقلبي جراحاً
وتحشرجتْ في صدري أنات وزفرات
أين عشتار البابلية أين إنانا السومرية
أتلك التي لفها الحزن والظلام
هي العراقية
ولكن ومهما دفعوا العراقية الى الظلام والصمت
ستظل هي عشتار للجمال ربةً
وللحب ربيعاً ونبعاً للحياة
وسيبقى بريق عينيها بين الدموع
ّيشعّ كمصباح
ليزيح ظلام جهلٍ أعمى دروبنا
وتفشّى فأعثر خطانا
ومن زهور القداح والياسمين
ستحوك عشتار أكاليل غارٍ
تحكي للأجيال قصص ضحايانا
وسيتقد الثرى ليضيئ الأرض وينوّر
وسيطوي الجهل وظلامه
ومع كل أثيمٍ سْيندثر





مماراق لي