ثورة الحسين بن علي ومذبحة كربلاء
(61 هـ) 680 م
أسباب الثورة
1) لم يكن الحسين قد وافق على تنازل أخيه الحسن عن الخلافة لمعاوية .
2) لم يبايع الحسين يزيد بن معاوية بالخلافة .
3) لم يحترم معاوية الاتفاق مع الحسن , بل سارع إلى قتله بالسم بواسطة زوجته .
4) راسل أهلُ الكوفة الحسين ليبايعوه .(59)
5) ظهر فسق يزيد وحاد عن الدين القويم ورأى الحسين أن الثورة حتمية ليعيد لدينه ثوبه البهي .(60)
6) أوفد الحسين بن علي مسلم بن عقيل ليتطلع الأمر , وفي الكوفة اكتسب وداً كبيراً وأخذ البيعة للحسين , مما أغاظ عبيد الله بن زياد الذي عينه خصيصاً والياً للكوفة ليقتل ويلاحق مسلم بن عقيل .(61)
7) استعمل عبد الله الحيل والرشاوى لإلقاء القبض على مسلم فقتله سنة 60هجري .
تشجيع عبد الله بن الزبير الحسين على الخروج لأهل الكوفة لينفرد هو بالحجاز ، لأنهم لن يبايعونه ما دام الحسين بينهم . (62)
9) سار الحسين إلى الكوفة بالرغم من نصيحة عبد الله بن العباس والشاعر الفرزدق الذي قال له :-" قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية , والقضاء ينزل من السماء , والله يفعل ما يشاء ".(63)
10) أراد الحسين أن يعود لكن هنالك من حثه على الأخذ بثأر مسلم بن عقيل فقال الحسين :-" لا خير في العيش بعد هؤلاء ".(64)
11) رفض الحسين الانسحاب أو العدول عن حسم السيف, رغم
الفرق الشاسع بين قواتهِ وقوات الأمويين .
12) بلغ عدد أصحاب الحسين ثلاثمائة .(65)
13) بلغ عدد الأمويين أكثر من أربعة آلاف مقاتل بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص .(66)
نتائج ثورة الحسين
1) في معركة غير متكافئة عسكرياً وفي ظل حصار ومنع الماء عن الحسين وأصحابه , قتل الحسين وأصحابه .
2) تم التمثيل بجثة الحسين من خلال قطع رأسه ومن خلال مرور الخيل على جسده .
3) عرض الحسين على الجيش الأموي أن يقتلوه وحده ويتركوا الأطفال والنساء والضعفاء , لكنهم رفضوا (67) مما يدل على قساوة قلوبهم بما يخالف أسس الحرب وأخلاقه , إن كان في الحرب أخلاق.
4) كادت تنقرض بموت الحسين أفراد أسرة النبي الذكور , لولا الطفل المريض (علي ) الذي أنقذته زينب أخت الحسين ولقب فيما بعد " بزين العابدين " وهو ابن الحسين من زوجه بنت ( يزد جرد ) آخر ملوك الفرس الساسانيين وكاد عبيد الله بن زياد يهم بذبحه .(68)
5) مقتل الحسين بهذه الصورة اللا إنسانية والمشبعة بالوحشية هو وأطفاله كان أحد أسباب سقوط الدولة الأموية فيما بعد .
6) قتل في كربلاء من جيش الأمويين ثمانية وثمانون رجلاً .(69)
7) بعد مقتل الحسين توقدت نار التشيع لدى الشيعة وصار مقتله ناراً في صدورهم يتحينون الساعة للثأر له .
يقول المؤرخ الإنجليزي "جيبون " :- " إن مأساة الحسين المروعة بالرغم من تقادم عهدها وتباين موطنها لابد أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القراء إحساساً وأقساهم قلباً ".(70)
9) أخذ رأس الحسين ونساء الحسين وعلي الصغير إلى دمشق حاملين رؤوس الشهداء على أسنة الرماح لكن يزيد أرجعهن في الحال إلى المدينة.
10) يعتبر البعض مقتل الحسين تتمة لانتصار معاوية على علي .(71)
11) انتشر التشيّع بين الفرس الذين تربطهم بالحسين رابطة المصاهرة , في نظرهم هو الأحق بالخلافة هو وذريته , لأنهم يجمعون بين أشرف دم عربي وأتقى دم فارسي.(72)
12) خذلَ أهل العراق الحسين كما خذلوا أخاه الحسن ووالده علي من قبله , وإن كان بعض المؤرخين من الشيعة مثل اليعقوبي يسوق لنا أن بني أمية طردوا الحسين وشتموه وأخذوا ماله وطلبوا دمه ولم يجد له مخرجاً إلا القدوم إلى الكوفة حيث معقل أنصاره وأنصار أبيه .(73)
13) بالغ الشيعة في نشر الروايات بعد مقتل الحسين كما يذكر ابن كثير – "ذكروا في مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشمس يومئذ ...وتغيير آفاق السماء , ولم ينقلب حجر إلا وتحته دم .. وأن اللحم صار مثل العلقم ". (74)
14) كان الحسين فدائياً حقيقياً أراد أن يحرك الأمة الإسلامية الساكتة يضع دمه على كفة فإما حياة كريمة وعزة نفس وإما موت الشهداء .
15) سُفِكَ دمٌ كثيرٌ بين المسلمين في الثورات التي رفعت شعار " يا لثارات الحسين".
16) يختلف المؤرخون فيمن يتحمل مسؤولية مذبحة كربلاء , هل الخليفة يزيد بن معاوية صاحب الكلمة الأولى والأخيرة , أم عبيد الله بن زياد نائبه على العراق الذي تمتع باستقلال كبير , أم قائد الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي حارب كارهاً , وإن كان ابن زياد مذنب ودم الحسين يصرخ على كفيه , فإن يزيد لم يقم بعزله ربما لأنه صارم مع أهل العراق وخبير ببواطن أمورهم , وقد تفسر خطوة عزله تعاطفاً مع آل البيت.(75)
17) حتى يومنا هذا يحيي الشيعة في إيران والعراق ولبنان وغيرها من المدن ذكرى استشهاد الحسين , حيث يعذبون أنفسهم تعبيراً عن التقصير في نصرة الحسين.(76)
1) نظم آلاف الشعراء قصائد في رثاء الحسين بن علي , وأهل بيته وأصحابه ويسمى بأدب الطَّفّ والعجيب أنه رغم البعد الزمني لمذبحة كربلاء واستشهاد الحسين ما زال الشعراء يخلدونه بقصائدهم من شيعة وسنة ومسيحيين .
فهذا عوف الأزدي يرثيه (77):-
ليبكِ حسيناً مُرْمِلٌ ذو خصاصةٍ
عديمٌ وأمام تشكّـى المواليـا
فأضحى حسينٌ للرماحِ دريئـةً
وغُودرَ مسلوباً لدى الطَّفِّ ثاويا
سقى الله قبراً ضُمِّنَ المجد والتقى
بغربيـة الطَّـفّ الفـواديـا
فيا أمة تاهت وضلَّتْ سفاهـةً
أنيبوا فارضوا الواحد المتعاليا
أما زوجته الرباب بنت امرئ القيس بن عدي رثت زوجها (78):-
إنَّ الذي كان نوراً يستضاء بـه
في كربلاء قتيلاً غير مدفـون
سبط النبي جزاك الله صالِحـةً
عنّا وجُنِّبْتَ خسران الموازيـن
قد كنت لي جبلا صلداً ألوذ بـه
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن
يغني ويأوي إليه كلُّ مسكين
والله لا ابتغي صهراً بصهركم
حتى أُغَيَّب بين اللحد والطين
19) تعتبر كربلاء مدينة مقدسة لدى الشيعة ، وهي مدينة عراقية تقع على الضفة اليسرى من جدول الحسينية الذي يتفرع منه نهر الفرات على مسافة 104 كم من بغداد , وفيها قبر الحسين , ويزورها آلاف الحجاج .
(59) - فواز بن سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 402 .
(60) - ابن خلدون , المقدمة , ص 170 .
(61) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 104 .
(62) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 20 .
(63) - ن . م , ص 40 .
(64) - ن . م , ص 42 .
(65) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 226 .
(66) - ن . م , ص 226 .
(67)- سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب و التمدن الإسلامي , ص 72.
(68) - 66) ن . م , ص 74 .
(69) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , ج 4 , ص 80 .
(70) - سيد أمير علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي .
(71) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 105 .
(72) - د . حسن إبراهيم حسن , تاريخ الإسلام , ج 2 , ص 8 .
(73) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 312 .
(74) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 226 .
(75) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص .
(76) - كلود كوهن ، الإسلام، ص 58 .
(77) - حنا فرح , المواكب , العدد 7-8 \ 2003 , ص 54 .
(78) - ن . م , ص 58 .