خلف قضبان الألم...

وما
مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى
ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا
تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ
يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ

في كل يوم يمر تزداد آلام الحياة أكثر
حتى تغدو جبالاً تثقل صدرك التعب
تشعر وكأنك في زنزانة ضيقة ..مظلمة
لا تعرف سبيل الخلاص منها،
تشعر وكأن هنالك من يعد عليك أنفاسك،
ومن يسجل في حقك تهماً بأمورٍ أنت لم تقترفها ،
تتمسك بقضبان هذه الزنزانة تهزها بكل ما أوتيت من قوة
علَّ القدر يلينها لك فتهرب...

تصرخ من أعماقك بأعلى صوتٍ لديك..

فيرتد إليك صدى صوتك محملاً بمزيدٍ من الألم والأسى
تشعر بأن قواك انهارت وأوشكت على الهلاك..
تستند إلى الجدار..
لكن ومع صلابته لم يتحمل ثقل ما تحمله في قلبك!
تمر أيامك وتنقضي لياليك وأنت كما أنت
تتجرع علقم الوحدة وتأكل حنظل الصمت وتشاهد دراما الظلم والقسوة...
وفي كل لحظة تمر تسأل نفسك ألف مرة :
كيف أنجو من كل هذا؟!!
يصرخ الإنسان في داخلك رغبة في العيش والحلم بالغد السعيد..

تسمع همساً يهديك إياه نبضك ، ويتمتم عقلك قائلاً:
انهض ..هيا

فمع كل فجر يولد من رحم الظلمة يولد معه أمل بأن ينتهي هذا الألم إلى غير عودة..
وكل خيط من خيوط نور الشمس سيكون مجدولاً بأمل النجاة حتى وإن حسبته بعيداً..
دفء مفاجئ يتغلغل في أعماقك
فيذيب بحرارة الرضى جليد اليأس
ويهدم جبال الهم والألم بفأس الأمل ومعول العمل..

هيا انهض..

انفض غبار الحزن عنك ،
ودع أريج القناعة يطغى على جوك..
لا تعد كثيراً إلى ماضيك المؤلم بل أسدل ستار النسيان عليه..

عش يومك بحلوه ومره ..

ولا تنسَ بأن من أوجد الألم خلق من ذات الأحرف الأمل..
انظر إليهما جيداً وأعد ترتيب حياتك مع تلك الحروف..
انتقِ أحدهما ليكون رفيقك الدائم ..
وتذكر دوماً بأن ربك معك ولن يضيعك أبداً..

ومضــــــــــــة

ازرع الصبر في حديقة روحك حتى وإن كانت البذور مُرة ..

فإن ثمارها حتماً ستكون حلوة...